يعتبر تنظيم القاعدة من أكثر التنظيمات الإسلامية إثارة للجدل ومخالفة لمبادئ الشريعة… سواء من ناحية الفكر – أي الناحية النظرية – أو الناحية العملية.
بل أكاد أجزم أن القاعدة ابتدعت في الإسلام بدعا لم تحدث من قبل، مثل فتوى القتل بالجنسية، أو القتل بالديانة، أو تبني مسئولية المواطن عن سياسة دولته، بل ومحاسبته على سياسة لم يصنعها ولم يشارك فيها، والحجة الباطلة التي استندوا اليها في ذلك هي أن هذا المواطن يدفع الضرائب للدولة.
وتعد فتوى القتل بالجنسية هي أول فتوى تصدر بهذا الشكل في تاريخ الإسلام كله، فقد قاتل الصحابة والتابعون الفرس والروم وأممًا كثيرة أخرى، ولم يقل أحد منهم باستهداف المدنيين، أو بقتل كل رومي أو فارسي.
ومن هذا كله نخلص إلى أن مشكلة القاعدة الأساسية: تكمن في فكرهم قبل أن تكمن في تفجيراتهم، أو أين ستفجر؟ ومتى ستفجر؟
فإذا تم تفكيك هذا الفكر لدى الشباب الحديث، وبيان عواره؛ فقد قطعنا معظم الطريق للحيلولة بين الشباب وبين قتل الآخرين بغير حق.كما أن الحل يكمن أيضا في تدريس فقه الجهاد الإسلامي بطريقة صحيحة سليمة، تبين للناس أن الجهاد فرض من فروض الإسلام، ولكنه كأي فرض له أسباب وشروط وموانع، ويخضع لقياس المصالح والمفاسد، كما يخضع كذلك لفقه النتائج والمآلات.